وصول الزوجة إلى المثالية أو الإقتراب من الكمال لتنعم بحياة هانئة هادئة مع زوجها ليس أمرًا صعبًا...بل يسيرًا وغير شاق بحول الله وقوته لو صدقت نواياها وصلحت أعمالها وإتقت ربها في كل صغيرة وكبيرة خوفًا وطمعًا في نيل المثوبة والأجر العظيم من الله عز وجل في الدنيا والآخرة..
فالزوجة المثالية هي مَن تكون لزوجها قُبلة حانية، ونظرة راضية، وبسمة صافية، ولمسة شافية، وجنة قطوفها دانية، هي من يجد في عينيها السكن والحنان، وبين ذراعيها الراحة والأمان، وفي حديثها الهدوء والإطمئنان..
أن يكون فيها من الزهر نضارته، ومن الماء طهارته، ومن الفجر صباحته، ومن العِطر رائحته، فيها من الأرض إتساعها، ومن السماء صفاؤها، ومن الشمس إشراقتها، ومن النجوم لمعانها..
العفة صفتها، والجاذبية سمتها، والتقوى لباسها، والإستقامة طريقها، وإسعاد زوجها مرادها وهدفها..
إذا مرض زوجها فهي له دواء، وإذا أظلمت الدنيا من حوله فهي له ضياء، لو كان مهمومًا لا تذوق طعم الراحة والهناء، لا يغمض لها جفن لو وجدته مجهدًا مرهقًا، ولا تألو جهدًا في مساعدته لو ألمت به ضائقة أو أصابه مكروه..
تعيش مع زوجها بروحها وقلبها وعقلها وكل جوارحها وكيانها، لا تنفصل دقات قلبها عن دقات قلبه، ولا خواطرها عن خواطره، تشعر بما يعتريه قبل أن يتكلم، تشاطره السراء والضراء راضية مسرورة، فهو حصنها المنيع ونهرها الجاري وحقلها الخصيب وسراجها المنير..
تستطيع دون عناء أو تكلف أن تكون حورية في نظر زوجها باهتمامها الدائم بحسن مظهرها ومخبرها، كما تستطيع أن تجعل من زوجها عبقريًا مبدعًا ناجحًا في عمله لو وفرت له التربة الخصبة والمناخ المناسب للإبداع والتفوق..
الزوجة المثالية هي التي تحفظ معروف وجميل زوجها، تقدره وتحترمه في سرها وعلنها، هي التي لا تفشي أسرار بيتها حتى لا تجعل حياتها مكشوفة ومخترقة وعرضة للعبث والتخريب، تصبر على زوجها في حال فقره واحتياجه، وتحافظ على ماله من الضياع هباءً لو كان غنيًا ميسور الحال..
لا يعرف الإسراف والتبذير طريقها.. ولا يسيطر التفاخر والتباهي على تصرفاتها..
تعرف بذكائها وقدرتها على التمييز كيف ومتى تتحدث مع زوجها، ومتى تطيل حديثها ومتى توجزه.. تنصت إليه بإهتمام بالغ إذا تكلم.. وتصمت وتحاول الهدوء والصبر عليه لو كان غاضبًا منفعلًا..
تثق في نفسها دون غرور أو تعالٍ، وتتواضع وتتبسط -لو كانت أعلى منه في أي جانب- حتى لا تشعره بالنقص والضآلة، وحتى تجعله فخورًا وسعيدًا بها ومطمئنًا إلى جانبها..
هي تلك التي تتحلى بسعة الصدر وإتساع الأفق والمدارك والقدرة على تحمل ومواجهة الخلافات والعقبات الزوجية التي لا يكاد يخلو بيت منها، فلا تهول ولا تفخم الأمور، بل تعمل بقدر إستطاعتها على سد أي فجوة من شأنها تعميق الخلاف بينها وبين زوجها، وتتعامل بحكمة ولين وإحتواء مع أي أزمة تخترق حياتها الزوجية بحيث تكون ثابتة الجأش قوية الحجة عميقة المنطق والتفكير حتى يتسنى لها إيجاد بعض الحلول التي تعينها على خروجها من دائرة الخلاف الذي يعكر صفو حياتها..
الزوجة المثالية هي التي تداوم على قراءة القرآن الكريم والإستماع إليه، وقراءة وفهم الأحاديث النبوية الشريفة، وتتدبر وتعي ما جاء بهما من أحكام وتعاليم وأوامر ونواهي، وتسعى بشتى السبل إلى تطبيقها في حياتها خير تطبيق إبتغاء مرضاة الله، وتحقيق التوفيق والسداد وصلاح أحوال حياتها، كما تتطلع دومًا إلى أن تكون زوجة مثقفة صاحبة علم وفكر مستنير، ويتأتى ذلك بكثرة الإطلاع والقراءة في شتى المجالات، لاسيما المجالات التي تفيدها وأسرتها وتساعدها على الإرتقاء بنفسها وحياتها الزوجية.
الكاتب: هناء المداح.
المصدر: موقع رسالة المرأة.